ما ستقرأه الان قد يفاجئك.
ولكن اذا لم تكن قد سمعت عن (probiotic) ، فقد تكون هي من اكثر المعلومات الصحية أهمية.
نحن عادة ما نعتقد أن البكتيريا شيء خطير وتسبب الكثير من الأمراض ، أليس كذلك؟
محاليل التنظيف المطهرة، الصابون المضاد للبكتيريا، المضادات الحيوية……. و و و و. يبدو أنه صراعٌ لا ينتهي.
ولكن هل علمت بأننا “بكتيريا” أكثر من كوننا “انسان” ؟
فالانسان البالغ مكون من حوالي ٣٠ تريليون خلية.
ولكننا نحمل في داخلنا ما يقارب هذا الرقم أو يفوقه من الميكروبات (البكتيريا) في أفواهنا ، أمعاءنا، بشراتنا، و شعورنا.
ولكن انتظر! قبل أن تنطلق بحثاً عن معقم اليدين، عليك أن تدرك أن الغالبية العظمى من هذه البكتيريا في الحقيقة هي بكتيريا صديقة، وتلعب دوراً مهماً للغاية لتعزيز صحتنا وسعادتنا.
إذاً ما هو الدور المذهل لهذه البكتيريا الصديقة التي تسمى أيضاً ( probiotic) ؟
* تحارب البكتيريا الضارة
* تعلم نظام المناعة كيف يميز بين الضار والنافع.
* تغذينا! وتنتج لنا الفيتامينات مثل ب٢ ، ب٦ ، ب١٢ ، و فيتامين ك.
* تمنع حدوث الربو و الالتهابات للرئتين.
* تساهم في منع تسوس الأسنان.
* تستطيع أن تنتج المضادات الحيوية للأنف!
* ولبشراتنا، تساعد في منع الالتهاب وتشكل خط الدفاع الأول فيها.
* تنظم عملية الحرق ، وتنظم كمية الطاقة التي نُخزنها ، وكمية الدهون التي نحرقها.
من أين تأتي هذه البكتيريا النافعة؟
نحن جميعاً بدأنا في رحم معقم، وأثناء عبورنا عبر قناة الولادة حصلنا على العديد من هذه الميكروبات من أمهاتنا. وحليب الرضاعة الطبيعية أيضاً يحتوي على الميكروبات. ثم وأثناء نمونا ، نلعب في الأماكن المتسخة، ونحصل على آلاف القبلات على وجنتينا، لنلتقط ما تبقى من أصدقاءنا البكتيريين، مما يجعلها تصنع منزلاً في أمعاءنا وتكمل مساعدتنا أثناء حياتنا.
الأطفال الذين ولدوا بعملية قيصرية أو أخذوا العديد من المضادات الحيوية لن يطوروا عدد الميكروبات الصحية، وسيكونون أكثر عرضة لنمو الأمراض مثل الربو، الاكزيما، فرط النشاط، اضطرابات المناعة الذاتية، الالتهابات المتكررة، و الاضطرابات المعوية.
أما البالغين، فالتغذية السيئة والاستخدام المفرط للمضادات الحيوية يستطيع أيضاً أن يدمر التعداد المكروبي. مما يؤدي الى مشاكل هضمية، التهابات متكررة، سمنة، سرطان القولون، التهاب القولون، الاكتئاب، القلق، الحساسية، الاكزيما، الاختلالات الهرمونية، اضطرابات المناعة الذاتية ، وغيرها .
إذاً كيف يمكننا أن نحصل على المزيد من هذه البكتيريا الصحيّة؟
– لا تأكل الكثير من السكريات، الحبوب ، النشويات ، هذه الاغذية تقلل توازن البروبايوتيك.
– لا تأكل الدهون الصناعية (زيت الكانولا، زيت فول الصويا، زيت الذرة، السمن الصناعي) فهذه أيضاً تقلل البكتيريا المفيدة ، وتسبب تورماً لجسمك (يمكنك قراءة المزيد عن أخطار الدهون الصناعية هنا)
– تناول الغذاء الحقيقي كالخضار ، البروتينات ، والدهون الصحيّة (الزبدة، زيت الزيتون، زيت جوز الهند)، واجعل من عادتك قراءة الملصق على أي شيء ستأكله ، وتجنب المكونات الصناعية.
– لا تفرط في استخدام المضادات الحيوية ، دع الأمراض الفيروسية تأخذ دورها ، وتعود أن تسأل طبيبك هل هناك حاجة حقيقية للمضاد الحيوي .
– إذا كانت هناك حاجة ماسة للمضاد الحيوي ، فتناول معه البروبايوتيك.
– تناول الأغذية التي بطبيعتها مليئة بالبروبايوتيك (الأطعمة المخمرة).
ماهي الأطعمة المخمرة؟
الأطعمة المخمرة هي الطعام الذي يكون قد مر بعملية يتم فيها تغذية البكتيريا الطبيعية على السكر والنشا الذي في الطعام.
هذه العملية تحفظ الطعام ، وتنشيء أنزيمات مفيدة، وفيتامينات ب، أوميغا٣، أحماض دهنية، وسلالات مختلفة من البروبايوتيك.
أجدادنا من جميع أنحاء العالم تغذوا على نظام غذائي مفيد، وأطعمة مخمرة.
مع الأسف فالنظام الغذائي الحديث هذه الأيام مكون في الغالب من صنع المصانع، المليء بالسكر “غذاء ميت”.
من الأمثلة على الأغذية المخمرة:
– الزبادي
– اللبن
– اللبنه و أنواع أخرى من الجبن المخلل (جبنة التشيدر- الجبنة السويسرية- جبن البارميزان- جبن القودا)
– الكيفر: وهذا الذي أفضله أنا شخصياً! فهو لذيذ ، ثقيل، ذو قوام كريمي، هو شراب مصنوع من الحليب الطازج الذي يحتوي على أكثر من ٣٠ سلالة من البكتيريا النافعة و الخميرة.
– مخلل الملفوف (وصفته هنا) : حامض لذيذ وغذاء مالح، مصنوع من الكرنب، غني بالبروبايوتيك، والفيتامينات المقوية للمناعة.
– خبز العجين المخمر.
– المخللات (مخمرة طبيعياً)
– أغذية البريبايوتيك: بينما تعيش البروبايوتيك في البكتيريا النافعة، تقوم البريبايوتيك بتغذية البكتيريا النافعة (البروبايوتيك) الموجودة في أمعاءنا، بإمكانك إيجاد البريبايوتيك في عدة أغذية كالعسل ، الموز، الشوفان، الاسبراجوس، الخرشوف المقدسي، شراب القيقب النقي، البقوليات ( الفاصوليا، البازلاء، العدس)
سأترككم مع هذا الفيديو الرائع من NPR (الراديو الوطني العام) الذي يوضح الكثير عن أهمية البروبايوتيك.